29 - 10 - 2025

كلام والسلام | والجنازة .. حارة

كلام والسلام | والجنازة .. حارة

رغم الفرح المبالغ فيه احيانا وحالة الرضا التام بافتتاح المتحف المصرى الكبير بعد اكتر من عشرين عاما من وضع اساسه أيام المرحوم الرئيس حسني مبارك ووزير الثقافة فاروق حسني .

ورغم حالة الانتصار بإنجاز اتفاق غزة ومؤتمر شرم الشيخ .

ورغم افتتاح مؤثر لسوق العتبة الخضرا .

ورغم رغم ما تبثه أبواق إعلام المتحدة ومذيعوها ليل نهار .

إلا أن الناس برضه مش مبسوطة ولا مهللة ولا مكبرة الانجازات التي فاقت الحد والأجوان المسددة ليل نهار .

ولا هي مبسوطة بأن مصر ستكون بؤرة اهتمام العالم كله .. هنا ولدت الحضارة وهنا بقيت وهنا ستستمر .

ولاهي مبسوطة بحضور وش قفص الملوك والأمراء والزعماء والرؤساء وكبار الزوار  لأرض مصر . وكله علي حساب صاحب المحل .

ولما تسأل يقولون لك .. منين هتيجي الفرحة والناس مكوية بزيادات الاسعار من بنزين وأنبوبة بوتاجاز . وخضار وفاكهة .. ومكوية بفواتيىر الغاز والكهرباء والمية ومصروفات الدراسة والدروس الخصوصية .. والمرتبات محلك سر .

أما أصحاب المعاشات فمقرى عليهم الفاتحة من زمان وسط عذاباتهم اليومية مع المعاش الهزيل الذى لا يسمن ولا يغنى عن جوع . وعذاباتهم في التأمين الصحى . وصعوبة الحصول علي علاج محترم ودواء ناجع .

لماذا يسعد الناس بافتتاح هنا او مؤتمر هناك .. وهم كل يوم في حال من الكرب والهم ومواجهة غير متكافئة مع العيشة واللي عايشينها .

لماذا يهللون لحكومة اقتلعت الاخضر واليابس وباعت كل شيء من الإبرة للصاروخ لمن يدفع اكتر .

وسلمت المستأجرين تسليم أهالي للملاك عبر قانون جائر لخدمة ملاك وسط البلد الجدد ومن وراءهم .

لماذا يفرح الناس ويرىسمون ابتسامة خادعة علي وجوههم وقلوبهم تقطر دما .. دون انتظار لفرج قريب .. ورئيس الحكومة يبشرهم بالرخاء مع حلول العام 2075 . يعنى بعد نص قرن بالتمام و الكمال.

لماذا يسعد الغلبان .. وهو ذليل مكسور النفس مطأطأ الرأس أمام أولاده وهو يجرى جرى الوحوش كل يوم .. ليوفر لهم أبسط متطلبات الحياة .

الأحساس نعمة ..

بس تقول لمين .
---------------------------------
بقلم: خالد حمزة
[email protected]


مقالات اخرى للكاتب

كلام والسلام | والجنازة .. حارة